خمسة أسباب رئيسية أدت إلى عملية «عاصفة الحزم»

0
 في يوم 26 مارس 2015م، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، -حفظ الله-، ببدء عملية «عاصفة الحزم» ضد مليشيات الحوثيين باليمن، بعد طلب التدخل من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمساندة الشرعية الدستورية وإنهاء الانقلاب والتمرد المسلح الذي قام به تحالف الحوثي - صالح.
وأتبع قرار الملك سلمان بن عبد العزيز مشاركة عدد من الدول العربية بقوات برية وجوية وتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للتحالف العربي التي تقوده المملكة.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن عاصفة الحزم ستسهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم أجمع، مجددا التأكيد على أن المملكة تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره.
وبعد أشهر من انطلاق أول طائرات عاصفة الحزم، عاد الرئيس اليمني وحكومته الشرعية إلى اليمن، بعد أن نجح التحالف العربي الذي تقوده المملكة لإنقاذ جارتها من عصابات الحوثي وميليشيات صالح ودحر المتمردين.
خمسة أسباب
ويؤكد المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة في تقرير له أن هناك خمسة أسباب واضحة أدت إلى عملية «عاصفة الحزم»، حيث أثرت تلك الاسباب بالسلب ليس على اليمن فقط، وإنما على دول الخليج والمنطقة الإقليمية.
وأشار المركز إلى تنامي النفوذ الإيراني جنوب الجزيرة العربية، حيث أكد أن إيران ما زالت تقدم الدعم المالي والسياسي والإعلامي للحوثيين، كما أن مجرد حضورها في اليمن، يعتبر تطويقاً للمملكة بمحاصرتها من كل الاتجاهات، حيث تعمل إيران على السيطرة على جنوب الجزيرة العربية، لما لها من أهمية استراتيجية كبرى، كذلك، دفع التعاون الخليجي ب»عاصفة الحزم» بسبب التأثير في العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، والتهديد الإيراني والحوثي المباشر بالعمل على السيطرة على مضيق باب المندب، ومن ثم تهديد حرية الملاحة في تلك البقعة الاستراتيجية.
ولفت المركز في تقريره إلى الإرهاب في المنطقة واحتدام الصراع بين تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثيين، وسيطرة الحوثيين على صنعاء، ومن ثم تصاعد خطر ونشاط حجم القاعدة، مما أكسب الصراع بين الطرفين بعداً عقائدياً.
وذكر التقرير أن من بين الأسباب التي دفعت ب»عاصفة الحزم»، الخروج على بنود المبادرة الخليجية، حيث سيطر الحوثيون على السلطة بقوة السلاح، وهو ما خالف بنود المبادرة الخليجية التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي في نوفمبر 2011.
وأشار إلى أن المصالح الخليجية في اليمن، وحماية مضيق باب المندب من سيطرة الحوثيين، لكونه الطريق الرئيسي لحركة النفط، فضلاً عن مصالح اقتصادية أخرى تسعى دول مجلس التعاون إلى الحفاظ عليها، يعتبر أحد الدوافع الحقيقية لانطلاق عملية «عاصفة الحزم».
حزم المملكة وأملها
وأجمع محللون وساسة يمنيون على أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يحتل مكانة كبيرة في نفوس اليمنيين، خاصة بعد قراره الشجاع والحكيم بمعالجة الأوضاع المتدهورة في اليمن بسبب الأعمال العدوانية للحوثيين، كما أثنى العديد من المسؤولين والإعلاميين اليمنيين، حسب تقرير خاص أعده القسم الإعلامي بالسفارة السعودية بالقاهرة، على جهود المملكة في الحفاظ على اليمن، مؤكدين على أن حزم المملكة وأملها أعادوا الأمن والاستقرار للمناطق المحررة من سلطة جماعة الحوثي والرئيس المخلوع.
وأكد علماء يمنيون على النجاحات التي حققتها عاصفة الحزم في إخماد الفتنة الحوثية والمخططات الخارجية لاستهداف اليمن والأمة الإسلامية بكاملها، مطالبين بضرورة الاستمرار في الدعم الشعبي لعاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل التي أعادت للإنسان اليمني مكانته وتاريخه الإسلامي والحضاري.
وأوضحت قيادات في مؤتمر الحوار الوطني اليمني وعدداً من القيادات الحزبية اليمنية أن عاصفة الحزم أجهضت المخططات الحوثية - الإيرانية لاستهداف أمن اليمن والمنطقة والعالم، متوقعة نهاية وخيمة لمشروع إيران في المنطقة.
انتهاكات الحوثيين
وكشف تقرير أعده مركز صنعاء الحقوقي،وهو منظمة يمنية مستقلة، عن حجم الانتهاكات التي يمارسها الانقلابيون في العاصمة صنعاء، والتي بلغت 4850 حالة انتهاك، بينها 93 حادثة قتل عمد لمدنيين وليسوا مقاتلين، بينهم امرأتان، وأكثر من 1281 جريحاً، برصاص الحوثيين أو براجع مضادات الطيران، و1725 حادثة اختطاف، قتل أربعة منهم تحت التعذيب.
كما حصر التقرير عدد المباني والمنشآت التي تم تفجيرها والتي وصلت إلى 94 منزلاً ومسجداً ودار قرآن، فيما جرى تفجير قرية (الجنادبة) في مديرية أرحب شمالي صنعاء، وتم اقتحام 340 منشأة حكومية وخاصة وتعرضت 180 منهم للنهب، واقتحم الحوثيون 329 منزلاً من منازل خصومهم بحثاً عن معارضين لهم لاختطافهم، فيما جرى نهب وسرقة 123 منها، ونهب 49 مزرعة، و48 سيارة، و5 دراجات نارية. فضلاً عن اقتحامهم ل 34 مقرا حزبيا والسيطرة عليهم، و28 مؤسسة إعلامية بين صحيفة وتلفزيون حكومي أو أهلي، وحجبت 61 موقعا إلكترونيا داخل اليمن.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
في 13 مايو 2015م أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز. وانقسمت إغاثة الشعب اليمني إلى 4 مراحل، اشتملت المرحلة الأولى على 36 شاحنة و30 طناً من الوقود و350 طناً من المواد الغذائية والطبية والعلاجية، فيما اشتملت الثانية على 130 ألف سلة غذائية تستهدف 100 ألف أسرة، وضمت المرحلة الثالثة 130 ألف سلة غذائية تستهدف 100 ألف أسرة، أما المرحلة الرابعة فقد شملت أكثر من 100 ألف سلة غذائية.
الميليشيات الانقلابية
وأكد الخبراء العسكريون أن عاصفة الحزم، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله- لدعم الشعب اليمني ورئيسه الشرعي، حققت الكثير من النجاحات ونجحت في إيقاف التمدد الحوثي والقضاء على الأطماع الإيرانية في المنطقة.
وشددوا على أن التحالف العربي بقيادة المملكة نجح في تدمير المنظومة الاستراتيجية للميليشيات الأنقلابية وإحباط معنوياتهم ابتداءً من قرار انطلاق عاصفة الحزم الذي دشن فجر الخميس 26 مارس 2015م، وتمكن من تدمير سلاح الجو للمليشيات في الدقائق الأولى للانطلاقة، حيث سيطرت طائرات التحالف على الأجواء مما أصاب المليشيات بالشلل.
وأكدوا أن التحالف العربي نجح في تحقيق نجاحات دبلوماسية وسياسية وحتى عسكرية داعمة للشرعية اليمنية، حيث عززت دبلوماسية دول التحالف الدبلوماسية اليمنية مما ساعدها في انتزاع القرار الدولي 2216، وتبع ذلك تحرك لحظر وملاحقة أموال قيادات الانقلاب في عدة دول، وليس ذلك فسحب، بل إن إعلان خادم الحرمين الشريفين عن «إعادة الأمل» وتقديم 274 مليون دولار كإغاثة للشعب اليمني كانت واحدة من وسائل الدعم لليمنيين.
وأشاروا إلى أنه بعد أشهر من انطلاق أول طائرات الحزم، عاد الرئيس اليمني وحكومته الشرعية إلى اليمن، بعد أن نجح التحالف العربي الذي تقوده المملكة لإنقاذ جارتها من عصابات الحوثي وميليشيات صالح ودحر المتمردين.
الأجندة الإيرانية
ويقول اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار العسكري المصري بأكاديمية ناصر إن عاصفة الحزم عملت على التصدي للحوثين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح التي عملت على خرق المنطقة العربية بما يخدم أهداف إيران وتحقيق مصالحها وأجندتها في المنطقة عن طريق جماعات الحوثين المعروفين بانتمائهم سياسيا لإيران وتحويل اليمن إلى بؤرة لهم الأمر الذي كان يتطلب تدخلا عسكريا.
وأكد اللواء «سالم» أن التدخل العسكري في اليمن عن طريق «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة نجح في تحقيق أهدافه بشكل كبير حيث تم تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وقوات علي عبدالله صالح فضلا عن أنها أعطت الفرصة لطوائف الشعب اليمني الرافضة للحوثين لتشكيل قوات مضادة لهم على الأرض إلى جانب أنها شجعت على انفصال القوى العسكرية والجيش اليمني الموالي لعبدالله صالح والخروج عليه للانضمام إلى الشعب اليمني والعودة إلى صفوفه إضافة إلى إحكام الحصار البحري على جميع السواحل اليمنية وتأمين مضيق باب المندب ومنع الإمدادات الخارجية خاصة القادمة من إيران من الوصول إلى الحوثيين.
ومن جانبه، أكد الخبير العسكري المصري العميد صفوت الزيات أنه لولا شن دول التحالف بقيادة المملكة لعاصفة الحزم ما كان يمكن الحديث عن وجود رئيس شرعي لليمن، حيث كان الوضع في اليمن قبل العاصفة ينذر بالخطر، ويهدد وجود الدولة اليمنية بسيطرة الجماعات المتطرفة عليها، ما كان ينذر بقيام حرب شعواء ويهدد دول الجوار، وبالتالي فقد نجحت العاصفة في عودة الشرعية لليمن ممثلة في وجود رئيس شرعي للبلاد.
الحل السياسي
ويقول الخبير الاستراتيجي والعسكري المصري اللواء حسام سويلم إن «عاصفة الحزم» حققت ثلاثة أهداف رئيسية وهي، تدمير قسم كبير من الآلة العسكرية للحوثيين سواء قوة بشرية أو مخازن الذخيرة، وإحكام الحصار البحري ومنع وصول إمدادات للحوثيين، بالإضافة إلي إحباط محاولات إيران للسيطرة علي المنطقة وإشعارها بأن الملعب ليس مفتوحا لها بمفردها.
وأشار اللواء سويلم إلى أن إيران أعلنت في وقت سابق أنها متحكمة في أربع عواصم هي «بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء» ولو تم تركها لكانت تمددت وبسطت نفوذها في عواصم أخري، لافتا إلى أن اليمن أصبحت مهيأة للحل السياسي.
خسائر الحوثيين
وبدوره، أكد اللواء أركان حرب الدكتور صادق عبدالواحد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية في مصر أن عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة نجحت بالفعل في إحداث خسائر في الأسلحة التعبوية لمليشيات جماعة أنصار الله المعروفة ب»الحوثيين».
وقال إن عاصفة الحزم نجحت إلى حد كبير في إيجاد انشقاقت بين المليشيات التابعة للحوثيين فضلا عن التحول المرتقب وبدء القبائل اليمنية الداعمة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مقاومة الحوثيين وتشكيل لجان شعبية في مدن تعز وعدن وصنعاء.
ومن ناحيته، أكد اللواء زكريا حسين مدير أكاديمية ناصر العسكرية السابق أن عملية «عاصفة الحزم» حققت أهدافها وأنجزت مهمتها فى معالجة 80 بالمئة من الأزمة في اليمن، وما تبقى لا يعتبر من مسؤولية من قادة العملية، وإنما مسؤولية الشعب اليمني وقبائله في التعامل مع الحوثيين على الأرض واستغلال ما نتج عن عملية «عاصفة الحزم».
وأضاف أن التخطيط لعملية «عاصفة الحزم» كان مبني على شن ضربات جوية وبناء جسر جوي وبحري قوي يمنع مرور الإمدادات للحوثيين ويضعفهم، حتى يتمكن الشعب اليمني من القضاء عليهم على الأرض دون تدخل عسكري بري خارجي.
الحكومة الشرعية
ويؤكد الخبراء والمراقبون أنه بعد مرور عام على إنطلاق «عملية الحزم» في اليمن حققت قوات التحالف العربية بقيادة المملكة إنجازات بتحرير 90 بالمئة من الأراضي اليمنية التي كانت تتمركز بها ميليشيات الحوثي، وأنه من أكبر الإنجازات التي حققتها القوات كان تحرير مدينة عدن في 16 سبتمبر الماضي وانتقال الحكومة الشرعية إليها وكذلك تحرير مدينة تعز مؤخرا.
وأشار الخبراء المراقبون إلى أن عملية «عاصفة الحزم» حققت أهدافها في تحرير أراضي اليمن من الحوثيين، ومنع إيران وحلفائها من التدخل في اليمن والسيطرة على أراضيها، ما يعد كافيًا لنجاح العملية.
الدبلوماسية الخليجية
وإلى جانب الإنجاز الميداني على الأرض مضت الدبلوماسية الخليجية وفي مقدمها المملكة بهدوء شديد وكفاءة عالية في رص المجتمع الدولي حول مشروع القرار 2216 الذي صدر في النصف الأول من شهر أبريل الماضي بأكثرية 14 دولة في مجلس الأمن وتحفظ روسيا، وأصبح هو أساس الحل السلمي للقضية اليمنية.
ويرى المراقبون أن القرار 2216 كان وما زال أهم إنجاز سياسي ودبلوماسي في ما يتعلق باليمن، فهو أكد وحدته وأمنه واستقراره ودان التمرد والانقلاب وأكد دعمه للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وحدد الأسس والخطوط العريضة لإنهاء الانقلاب ونزع سلاح الميليشيا واستعادة المسار السياسي الذي بدأته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وعززته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبصدور هذا القرار اكتمل المساران العسكري والدبلوماسي اللازمان لإنهاء الانقلاب وأصبح الطريق معبداً لاستعادة الشرعية سيطرتها على كامل الأرض اليمنية.
أطماع إيران
وقد بعث اللواء شلال علي شايع، قائد المقاومة الشعبية الجنوبية اليمنية، ومدير شرطة عدن رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، -حفظه الله-، بمناسبة مرور عام كامل على انطلاق عاصفة الحزم، قال فيها «إن عاصفة الحزم وضعت حدا لأطماع إيران في المنطقة العربية وشكلت جدارا منيعا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الخليج العربي».
وأضاف اللواء شايع «لقد شكلت عاصفة الحزم نقطة تحول في المنطقة العربية وكان للمملكة الريادة في قيادة القوة العربية، مؤكدا أن «عاصفة الحزم» شكلت الجدار المنيع الذي تحطمت عليه أطماع إيران الصفوية في المنطقة العربية ورسالة قوية لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي للمنطقة العربية كاملة. وتابع شايع: «وإذا نشكر مقامكم الكريم على موقفكم الثابت مع أبنائكم في اليمن والجنوب نجدد لكم العهد إننا سوف نبادلكم الوفاء بالوفاء وسنكون حراس أمناء على أمن الخليج العربي وباب المندب من أي تهديدات مستقبلية، كما نجدد شكرنا وتقديرنا لدعم المتواصل من قبلكم في المجالات الإنسانية من غذاء ودواء عبر مركز الملك سلمان للإغاثة الذي قدم ومازال يقدم المساعدات الإنسانية للمحافظات الجنوبية.
ويرى المراقبون أن الوقائع في اليمن بعد عام على بدء عملية «عاصفة الحزم» تشير إلى تحقيق انتصارات متوالية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتقدماً مستمراً على الأرض، وانكماشاً متواصلاً وهزائم متلاحقة لمسلحي تحالف الحوثي – صالح وكسر شوكتهم ودعم صمود المقاومة الشعبية التي تشكلت في عدد من المحافظات اليمنية.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق