أُطلق على الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية والتي تشارك فيها إلى الآن ثمانية دول عربية أخرى ( الإمارات العربية المتحدة، الأردن، مصر، قطر، الكويت، البحرين، السودان، المغرب) اسم عاصفة الحزم.
ويهدف هذا التّحالف بشكل رئيسي إلى تخليص اليمن من الامتداد الشّيعي الذي بدأ ينتشر وبشكل كبير في المناطق الدّاخلية للبلاد.
فالحوثيون المنسوبون للطّائفة اليزيدية التي تعدّ مذهباً من مذاهب الشّيعة، بسطوا وجودهم منذ فترةٍ لا يستهان بها في المناطق الشّمالية في اليمن. وبحسب الادّعاءات، فقد كان الحوثيون سبباً في نشوء الحرب الأهلية التي استمرّت ما بين عامي 1960 و1980، وكانوا وراء انقسام اليمن ونشر حالة الفوضى فيها، حيث وقفوا ضدّ الفئة التي طالبت بإعلان الجمهورية في اليمن. كما أعلنوا القيادة السّعودية أعداءً لهم عبر التّاريخ. واليوم نجد أنّ الحوثيين يقومون بنفس الشّيء. فهم يساهمون في زعزعة الوضع الأمني في البلاد ويسعون عبر ممارساتهم إلى شقّ الصّف اليمني.
أهميّة اليمن التي تقع جنوب المملكة العربية السعودية، تكمن في أنّها تطلّ على أهم مضيقٍ بحري في العالم وهو مضيق باب المندب.
صراع استراتيجي
إنّ من الميّزات الأخرى لليمن، أنّها تشرف على مخارج البحر الأحمر، كما أنّها تطلّ على الطّريق البحري الذي يصل إلى الهند، بالإضافة إلى أنّ اليمن تقع مقابل الصّومال التي تتمتّع بأهمية استراتيجية كبيرة. وإذا ما قُمنا بتحليل الوضع الجغرافي لليمن من هذا المنظار، فإنّنا ندرك أهمية هذا البلد من حيث السيطرة على الخطوط البحرية التّجارية العالمية. ولهذا السبب فإنّ الصّراع محتدم بين الدّول لفرض نفوذها على اليمن.
إنّ التّمدّد الشيعي المتمثّل بالحوثيّين باتجاه مدينة عدن، يحمل في طيّاته فرض النّفوذ الشّيعي على أهمّ معبر بحري في العالم. وبإمكاننا أن نقول أنّ مايحدث الأن في اليمن هو في الحقيقة صراع بين المملكة العربية السعودية وإيران التي تقوم بدعم الحوثيّين في اليمن منذ فترة ليست قصيرة. وإذا ما قُمنا بتوسيع دائرة التّفكير في خفايا هذه الحرب، نجد أنّ الصّراع اليمني في حقيقته صراع بين روسيا الدّاعمة لإيران وأتباعه من الشّيعة في منطقة الشّرق الأوسط، وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر السعودية حليفة استراتيجية لها في المنطقة.
ممّا لا شكّ فيه أنّ إيران تقف وراء الميليشيات الشّيعية التي تحارب ضدّ تنظيماتٍ مثل داعش والقاعدة والحكومات الشّرعية كالذي يحصل الآن في اليمن. لكن بالمقابل فإنّ ممارسات تنظيم داعش والقاعدة، توحي بأنّ هناك دولاً سنيّة تدعم هذه التّنظيمات.
أظهرت الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية للعيان أنّ السّنة أصبحوا يتبنّون هذا الصّراع على صعيد الدّول وليس المنظّمات.
صراع بين الدّول
يمكننا أن نقول إنّ المملكة العربية السعودية وعدداً من الدّول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية بما فيهم مصر، فتحت باب الصّراع من أجل الحد من توسيع إيران لمناطق نفوذها في المناطق العربية.
من يدري، ربّما شعرت إيران أنّ نفوذها في سوريا قد تتراجع. فلذلك أردوا إشعال اليمن كي يطيلوا أمد الحرب في منطقة الشّرق الأوسط.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق